الودائع

::

 

12 1

ما لَمْ تُصدِّقْ هَمْهماتِ القلَبِ تَرْفعهُ  بِزنبقتَيْن

يبْذلُ للَّمى السّكْرى الرّغابْ

لقضيْتُ، وانْفَرط الرّبيعُ على مَراحِلَ،

وانْتَهى الإيحاءُ بالعتباتِ في عَيْن السّماء

إلى ضجيجٍ لِلْمَدائن،

واْستبدّ ـ كَعادة النّاقوس ـ بي وعْدُ السّحابْ

 

هي أوْدَعتْك حصَى الْوَضاءةِ كيْ تقيسَ مداك عنْدَ اللّيْل

إنْ سنحَتْ لك العُدْوى، وتبْسمُ واطِئَ الأسْرارِ بيْن ظلالِها!

مالمْ تطيِّبْ  نأْمَـةَ الأنْواعِ تفْركُها بنخْبٍ، في دَعهْ

لَملَلْتُ، واخْتفَتِ السّاعاتُ في بئْرٍ،

وشكّتْ في مزاميري الْحيَاةُ،

ومرَّ بي هاروت يُضْحِكني عَلى عُودي،

وحطّ الصّيفُ قُرْبي يسْلبُ اليدَ واللّسانَ الأمْـتِعهْ 

 

هي أوْدعَتْك شَذا الْجَـدائلِ نافراتٍ كيْ تردَّ على الحفيـــفِ الطّيْرَ

إنْ أهْرقْت راحَ الْعيدِ للْجَرْحى، وتَنْشدُ سكْرةَ الدُّوبيت لمّا تخْتلي بجلالها!

مَا لَـمْ تؤانِـسْ خِفّةَ النّاياتِ تنزفُ بِالْخَبايا عِنْدما يَأْتي المساءْ

لَعزفْتُ، وانْتَصفَ الطَّريقُ دَمي، ولمْ أحْلمْ بأنْفاس الفَراش يُحرّض الدّفلى عليّ، وبالخُطى في النّهْ، والْبجعات تُلْبسني عباءتَها الْحَرير؛

وفي الصّباح أَرَى وَرْداً، وداليةً وَماءْ

 

هي أوْدعَـتْك الْحُبَّ قاعاً صَفْصفاً كيْ ترْفع الأنْخـــابَ أَعْلى

إنْ أرَيْت الكُحْلَ شعْرَ الحُبّ، وتخْطُر صافياً كالْلَّوْز في أَحْــوالِها

ما لَمْ تَردّ الأرْجوانَ إلى الْحفافِ المخْمليّةِ يستقي لِفَراشهنّ اللّازوَرْدْ

لعميتُ، واتُّهِمَ المجازُ، ولمْ أرَ امْراةً صبَرْتُ على النِّساء لكيْ أراها كلَّها منْ شُرْفةٍ أصْفى، وسار إليّ ديكُ الجِنّ في أطْلالِ ورْدْ

   

هي أوْدعَتْك هوَى الأصابِعِ كيْ تجُسَّ لأجْلها دفْقَ الينابيعِ ابْتِغاءَ الْجُرْحِ

إنْ وهبتْ لكَ الأنْفاسُ دَوْختَها، وتقْتبِسُ الْعناصِرَ لافحاتٍ منْ بَديعِ قِلالهِا!

ما لَمْ تُسلِّمْ بالرّبيعِ صَحا عَلى الْعَتَباتِ يضْربُها تِباعا

لشقيتُ، واْنقَطعَ الكمانُ، ولمْ أُمنِّ النَّفْسَ في جُرْحٍ تَداعَــى

 

هي أوْدعَتْك دمَ الْغَزالَةِ كيْ تسُرَّ عُبورك السرِّيّ في الآصالِ والأسْحارِ

 إِنْ باعدْتَ بيْنَهُما بِنايٍ لا يُرَدُّ، وتُطْلقَ السّاعاتِ بيْن يديْك لِحالِها!

دَعْ لهَا آيَ دَمْعِك تَرْشقُها بالنّدى إِنْ ذَوَتْ

دَعْ لهَا الْعُودَ يَخْمُشُ أَنْسابَها مِنْ عَلٍ إنْ هَوَتْ

وَإذا عُدْتَ فَادْخُلْ علَيْها وَديعاً، وأطْلِقْ رَذاذَ الأَصَابع ِ في عيدِها

 إنْ نَوَتْ

.........

.........

هِيَ

أوْدَعتْكَ النّايَ صَحْواً

أوْدعَتْك إِلَى مَتاعِ الْبَيْتِ وَعْدَكَ 

أوْدعَتْك لِسانَها يفْنَى وَلا يُحْيِيكَ

 فانْثُرْ إِنْ يَمَمْتَ دَمَ الــدّوَالي

 وعْدَ صُورَتِها على مِنْـوالِها!

**

 

التعديل الأخير تم: 15/04/2021