آنستُ بابًا

11

 

آنسْتُ بابًا

كان شاهدةً،

وكان وديعةً

من أربعين صدىً ونيِّفْ

البابُ أسمعهُ هُناك بِداخلي

مِنْ وَشْوشات الطَّائر الطينيِّ إِذْ وَلَّى

 ولم يعزِفْ رُؤَى قَلْبي، فأعرِفْ 

أَطرقْتُ ساعاتٍ

أُصيخُ لِجرّةٍ

مِنْ حائطٍ هارٍ:

سمعتُ نُواحَ طِفْلٍ خارِجًا للتوٍّ من رحم الغياب،

وفي مسافة لوحتَيْن سمعتُ ظِلّي.

هكذا، ثَرْثرتُ عُمْرًا إِذْ سمِعْتْ.

يا ربِّ،

ماذا داخل الأَحْلامِ يَحْصلُ لي؟

ألا فتّحْتَ بابَكَ أيُّها النِّسيانُ،

واستدعيْتَني لِسَريرةِ الأَعْشاب

تطلعُ من بُروق العُشّ؟

بي جُوعٌ إلى النّجْمات

تمسح، تحت ضوء الشّمْع، وجْهَ أبي،

إلى الزّيزانِ عند الفجْرِ مثل أَذَى الْجَمالِ.

كَهذه البئر استعارَتْ سُعْلة النّايات

يذوي الاِسْمُ، يا عبد اللّطيف، كأيّ صوْتْ.

البابُ،

في شَكْلٍ دراميٍّ،

يميلُ عليَّ؛

يَجْذبني؛

يقول لِيَ:

"افْتَحِ المِزْلاج".

أُطْلقُ خطوةً وأحطُّ أخرى.

وَقْعُ أقدامٍ لِشخْصٍ ما وراء البابِ،

يَسْعلُ، ثُمّ يَطْـرقُ.

أيُّنا - إنْ خفّتِ الأصداءُ- يفتحُ؟

أيُّهُمْ فينا يُفاتح آخَرَهْ؟

ورفعْتُ رَأْسي: "هَلْ هُوَ أَنْتْ!"

 

ن

التعديل الأخير تم: 15/04/2021