ياقة الجنتلمان

                   ياقة الجنتلمان

Paul klee ad parnassum 1932

عندما فتحتُ قلبي

باردًا كحقْلٍ من الذُّرة

على ربوةٍ تسكن إليها عصافير الدوريّ،

فاتَني أن أعرف القِصّة،

لكنّي خمّنتُ بأنّها لن تكون أكثر

من بقعة زيت في مرآة العصر.

مع ذلك، لَمْ يُفْتِني أحدُهُمْ في رؤياي؛

في "ياقة الجنتلمان"

قَيْدًا يشدُّ بخناقي تحت الشَّمْس،

حتى جاء رجلٌ طيّبٌ صالحٌ

من أقصى البادية، لم تتلوَّثْ يداه برطانات الحضارة.

قال لي: "يا مستر عبد اللطيف، اِنْسَ الأمر."

لم أقل شيئًا، وظللتُ ماسكًا بالريشة

حتى سقطت من حنجرتي، ولم تحدث جلبة.

سلبني الوقت رفرفة الطير،

ووهبني مكانها مزاجَ البجعة.

سيأتي، وقد صاروا أكبر منّي،

من يحكي لأبنائي

 أنّه رجلٌ في نحو الخريف.

كان يُربّي مع أوهامه شعير الحنطة في مزرعةً بلا أبواب،

وبعد أن يخفت وتره المشدود في الهواء،

 جلس لوحده على السرير يتذكر مسقط الرأس.

  كلما شعرتُ بالدُّوار ،

 أخرج إلى مساء القرية، عاقدًا يديّ وراء ظهري، والشّالُ الزيتيُّ في مهبِّ الريح:

"أنت لست إِنْسانًا. أنت آلةٌ صمّاء."

الحبكة التي سرقت مني الجنوب والصمغ والأوهام والنظرة الحانية،

لن تكون - على الأرجح -

 سوى الرُّؤْيا التي أنقذتني من ناب الثَّلْج

وخفّفت عني سعال اليرقات،

وإلا لِمَ نفسي في أغنية التمّ 

التي بلا رَجْع ؟